التقى سبعة أصدقاء في إحدى ساحات مدينة “ابسوسيا” ودار بينهم الحوار التالي:
أمير: “أنا أذكاكم لأن لا احدًا منكم يجيد اللغات وخاصةً الانجليزية مثلي.”
ملك: ” غير صحيح، أنا أذكاكم لأني أكثركم شعبية، فحب الناس دليل على ذكائي.”
لؤي: ” هذا غير صحيح أيضاً، أنا أذكاكم لأني أبرعكم بحل المسائل الرياضية.”
أمجد: ” كلكم مخطئون، أنا أذكاكم لأني أكثركم إتقانًا للألحان الموسيقية.”
باسل: “بل أنا أذكاكم، فأنا استطيع تخيّل اي شيء اريد ومن ثم رسمه بإتقان تامّ.”
سهى: “أنا امهر لاعبة كرة سلّة في المنطقة كلّها، لذلك حتماً أنا أذكاكم.”
بسّام: “أنا أكثر من يعرف نفسه بينكم، وهذا يجعلني أذكاكم.”
من الأذكى بينهم حسب رأيك؟
1. لؤي، لأن الرياضيات هي اكثر ما يدل على ذكاء الشخص
2. باسل، لأن الرّسم ببراعة يشير الى الذكاء الفائق
3. ملك وسهى وبسّام بشكل متساوٍ
4. لا يمكن المعرفة
( مرّت دقيقة … )
الإجابة الصحيحة هي ….. 4 !!! لماذا ؟؟؟ تابعوا القراءة.
لقد اعتدنا منذ سنين طويلة على قياس الذكاء بحسب مهارة الشخص بمجال معين (الرياضيات عادةً)، ولكن الدراسات الأخيرة تشير الى انّ هذا الأمر ليس سوى محض خطأ تناقلته الأجيال!
لقد قام البروفسور هوارد جاردنر، بعد دراسة استمرت 15 سنة، بوضع نظرية جدلية مفادها أنّ هنالك ما لا يقل عن سبعة انواع من الذكاء (!). وهذه النتائج تأتي بخلاف الإعتقاد الشائع انّ للذكاء نوع واحد فقط يتم قياسه باختبارات الـ IQ الشهيرة. كما يضيف جاردنر انه يمكن، بل ويجب، قياس ذكاء الإنسان بكل هذه الأنواع، حيث لا يوجد نوع “أفضل” من آخر، وانّما ادراك الشخص لأنواع الذكاء المتطورة لديه وتنمية اولئك الأقل تطوّرًا قد يكون بمثابة نقطة قوة حاسمة في اختباراته الدراسية والحياتية.
حلو ! وشو هنّي الأنواع؟
انواع الذكاء السبعة بحسب جاردنر هي:
1. الذكاء اللغوي: ويقصد به القدرة على استخدام الكلمات بمهارة والقدرة على التعبير عن الأفكار بطلاقة.
2. الذكاء المنطقي – الحسابي: ويقصد به القدرة على فهم العلاقات بين الأرقام وحل الأمور بشكل منطقي.
3. الذكاء الحيّزي: ويقصد به القدرة على التفكير بالصور وتخيّل الأمور بطريقة ثلاثية الأبعاد.
4. الذكاء الموسيقي: ويقصد به القدرة على تمييز الإيقاعات والألحان وتأليف الأصوات بانسجام.
5. الذكاء الجسدي / الحركي: ويقصد به الذكاء الرياضي بهدف التحكّم في الجسم ببراعة وبخفّة.
6. الذكاء الجماعي: ويقصد به القدرة على فهم الآخرين وحسن التعامل معهم.
7. الذكاء الفردي: ويقصد به الذكاء الداخلي، اي القدرة على فهم الذات وتطويرها.
طيّب، ممتاز… كيف بعرف أنا ذكي بشو ؟
تذكّر اوّلاً أنّ الإنسان يتميّز بالأساس بواحد من انواع الذكاء ولكن هذا لا يعني انه ليس له نصيب من الأنواع الأخرى.
1. الذكاء اللغوي:
هل تجد سهولة بتعلم لغات جديدة؟
هل انت جيد بما يتعلق بالكتابة والقراءة؟
هل تعتقد أنّ طرق التعليم التقليدية تناسبك؟
هل أنت بارع بالنقاشات والجدال؟
هل تفضل المواضيع اللغوية والتاريخ وعلم الاجتماع على الرياضيات والعلوم؟
هل تستمتع بحل الكلمات المتقاطعة وغالبا ما يشبّهونك أصدقاءك بمعجم متحرك؟
هل تستعمل أحيانا كلمات يراها البعض على أنّها من “عالم آخر”؟
إذا أجبت على أغلب الأسئلة أعلاه بالإيجاب فأنت تتمتع بالذكاء اللغوي!!
2. الذكاء المنطقي – الحسابي:
هل تفضل الرياضيات والعلوم على غيرها من المواضيع الدراسية؟
هل تفضل الكمّي على الكلامي؟
هل تجد سهولة بتخيّل أرقام ومعطيات أخرى في ذهنك؟
هل تستمتع بشكل خاص بحل الألغاز والألعاب التي تتطلب تفكير منطقي ورياضي عميق (سودوكو مثلاً)؟
هل تقوم بالتفكير ماذا كان سيحدث لو غيّرنا عامل معين بتجربة معطاة؟
اهكذا انت؟ اذن يبدو انّك تتحلّى بذكاء منطقي – حسابي.
3. الذكاء الحيّزي:
الهندسة “احلى” من الجبر؟
هل تستطيع تخيّل شكل اي شيء من مجرد النظر إليه من زوايا مختلفة؟
هل من السهل عليك تحويل ما تسمع او تقرأ إلى صور في ذهنك؟
هل أنت ضليع بالاتجاهات وتملك حس تواجد جيّد؟
هل تكثر من الرسم العابث أثناء التفكير؟
هنيئًا لك! أنت تتمتّع بالذكاء الحيّزي.
4. الذكاء الموسيقي:
هل تنتبه بسهولة للأصوات والإيقاعات من حولك؟
“بتعرفش” تدرس بدون موسيقى في الخلفية؟
هل تعتبر منعك عن الغناء وقت الاستحمام بالمصيبة؟
هل تعزف على آلة موسيقية او تحلم بذلك؟
هل تقوم خلال العمل بترديد نغمات او بتمتمة أغاني او بنقر أصابعك وأقدامك بإيقاع معين؟
هل من السهل عليك حفظ الأغاني والنغمات وترديدها حتى بعد سماعها لمرّات قليلة فقط؟
ممتاز!! ذكاءك موسيقي يا صاح!
5. الذكاء الجسدي / الحركي:
هل تمارس نوع رياضة معين بشكل دائم؟
هل يصعب عليك المكوث في مكان واحد لفترة طويلة؟
هل تحب النحت او الأعمال الفخارية او الغزل او الحياكة؟
هل تستعمل يديك وجسدك للتعبير عمّا تقول؟ (يعني، بتأشّر وبتشبّر كثير؟)
هل تفضّل ممارسة الأمور بدلاً من السماع عنها بصورة نظرية فحسب؟
هل يوجهون إليك الجملة التالية بكثرة “تفرّج بعينيك مش بأيديك!”؟
في حال كانت حالتك كما مذكور اعلاه فأنت تملك ذكاء جسدي.
6. الذكاء الجماعي :
هل تعتبر نفسك إنسان اجتماعي؟
هل يعتبرك الآخرون “زعيم”؟
هل يكثرون التوجه إليك طلبًا للنصائح؟
هل تجد نفسك من يسعى لحل الخلافات دائما؟
هل تفضل النشاطات الاجتماعية على النشاطات الفرديّة؟
إذا نعم نعم نعم فأنت تملك ذكاء اجتماعي يا “زعيم”!
7. الذكاء الفردي:
هل تقضي وقتاً طويلاً وحدك تتأمل وتتخيل؟
هل حدث ولُقبت بالفيلسوف؟
هل تقوم بتدوين مذكرات بشكل مستمر ودائم؟
هل تعرف بدقة ما هي نقاط ضعفك وقوتك؟
هل تقوم من حين إلى آخر بتقييم نفسك وأداء حساب ذات؟
هل لديك هواية أو مجال معين تستمتع القيام به بشكل منفرد ومنعزل؟
إذًا ذكاءك فردي!!
صبابا ! عرفت أنا بشو ذكي، وبعدين؟
معرفة مجال الذكاء الذي تتميز به قد يساعدك بمجالات عديدة في حياتك: المدرسة، التعليم الجامعي، العمل المستقبلي وطبعًا….. في دراستك للإمتحان البسيخومتري.
يسعد الله!!! بس كيف؟
معرفة مجال ذكاءك يتيح لك معرفة نوعية الأسئلة التي يسهل عليك التعامل معها و”التألق” بها، مثلاً:
– من يتمتّع بالذكاء الحيّزي سيسهل عليه التعامل مع اسئلة الرسوم البيانية والهندسة وبالذات تلك التي تتطلب تخيّل الشكل الهندسي قبل التوصل للإجابة والحل.
– من يتمتّع بالذكاء اللغوي سيجد سهولة أكثر بالتعامل مع الفصل الكلامي بشكل عام؛ كما وسيسهل عليه حفظ كلمات في اللغة الإنجليزية، الأمر الذي يعتبر عنصر ضروري لحل اسئلة فصل الإنجليزي بشكل صحيح.
– من يتمتّع بالذكاء الرياضي – المنطقي سيجد متعة وسهولة بحل اسئلة الجبر والمنطق بأنواعها.
– من يتمتّع بالذكاء الموسيقي يستطيع استغلال مهاراته لتبسيط عملية الحفظ عن طريق تقسيم المواد المطلوبة إلى مقطوعات واناشيد يسهل حفظها.
عشان هيك،
تعرّف على مجال ذكاءك واستغله لتتسامى إلى مستويات جديدة تعليميًا، ذاتيًا واجتماعيًا…